الأحد، 22 نوفمبر 2009

الاختيارات الكبرى لسياسة اعداد التراب الوطني


مراحل إنجاز الدرس
تمهيد: يعرف المغرب تفاوتات على المستوى الجهوي- الحضري- توزيع الثروات والأنشطة الاقتصادية.
¬ اعتماد سياسة إعداد التراب الوطني كأداة للتطور وإنعاش المجال وحماية الثروات والبيئة والرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق تنمية مندمجة. · فما مدلول إعداد التراب الوطني وما دوافعه؟
· ما أهم الاختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني؟
· وما دورها في التخفيف من التباينات المجالية؟

النشاط الأول: تحديات سياسة إعداد التراب الوطني والمبادئ الموجهة له
1- مفهوم إعداد التراب الوطني ومكوناته الأساسية
§ مفهوم إعداد التراب الوطني: هي كل تدخل أو تهيئة تنهجها دولة ما على ترابها بهدف: توزيع
جغرافي أفضل للسكان والأنشطة+ التخفيف من حدة التباينات الجغرافية بين المناطق. § مكوناته : - احترام التنوع والاختلاف
- إبداع كل مجال فيما يشكل أصالته وخصوصياته
- التضامن الوطني في إطار وحدة دينامية
2 – تحديات سياسة إعداد التراب الوطني
انطلقت سياسة إعداد التراب الوطني من ثلاث استحقاقات (تحديات) كبرى تواجه المجال المغرب وهي:
· التحدي الديمغرافي: - النمو السكاني السريع وغلبة الفئة العمرية النشيطة و­ % البطالة.
- التهميش والإقصاء الاجتماعي.
- التباينات السوسيو- مجالية ¬ تنامي الهجرة القروية.
· التحدي الاقتصادي: - ضعف البنيات الإنتاجية ووثيرة النمو الاقتصادي وإغفاله المردودية
والإنتاجية.
- تحديات العولمة ومنافسة السوق العالمية.
· التحـــدي البـــيئي : - خصاص في الموارد المائية والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية.
- التدهور البيئي وتزايد حدة التقلبات المناخية.

3- المبادئ الموجهة لسياسة إعداد التراب الوطنيواهدافها
مبادئ إعداد التراب الوطني
استكمال الوحدة الترابية +توزيع الموارد العمومية بشكل متوازن بين الجهات +تدعيم التضامن بين المجالات المحظوظة والفقيرة وبين مكونات المجتمع.
تدعيم الوحدة الوطنية
معرفة حاجيات السكان والتوفيق بين الاختيارات الفردية والعمومية +توزيع الموارد العمومية حسب المناطق والفئات الفقيرة.
التنمية الاقتصادية والاجتماعية
توعية المواطنين والجماعات بأهمية محيطهم الطبيعي +وضع إطار قانوني يضمن حماية التراث الوطني الطبيعي.
المحافظة على البيئة
ضرورة استشارة وإشراك السكان في إنجاز مشاريع تهم مجالهم +استعمال المجال وفق مبدأ تكافئ الفرص +اعتماد اللامركزية الإدارية وتطوير أساليب التدبير.
إشراك السكان في التسيير
¬ هذه المبادئ تتكامل فيما بينها وتسعى إلى تحقيق الغايات التالية:· تأهيل الاقتصاد وتغيير التوجهات السلبية لسوق الشغل
· ترشيد استغلال الموارد الطبيعية والتحكم في ظاهرة التمدين.
· وضع حد لاختلال التوازن داخل البوادي وبين الموارد والسكان.

النشاط الثاني: الاختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني
تتميز سياسة إعداد التراب الوطني بشموليتها إذ تهم جميع الشرائح الاجتماعية والاقتصادية ولهذا فهي تتمحور حول:
§ تنمية العالم القروي: بتتبع سياسة اقتصادية عامة لتنمية القرى وتوفير مختلف مصادر الطاقة
§ تأهبل الاقتصاد الوطني: بتحسين محيط الاستثمار وإيجاد أسس جديدة للتنمية (تنويع الأنشطة الاقتصادية بالبوادي وتاهبل
الصناعة وإعادة انتشارها بالمدن).
§ تدبير الموارد الطبيعية والمحافظة على التراث: بترشيد استغلال الموارد الطبيعية وترسيخ روح المواطنة
مع صيانة التراث وحمايته.
§ حل إشكالية العقار: بالتحكم في السوق العقارية بالمدن وإيجاد حل للبنية العقارية (التجزئة) بالبوادي.
§ تأهيل الموارد البشرية: بمحاربة الأمية وتعميم التمدرس وحسن توزيع مؤسساته +تأهيل اليد العاملة وخاصة الشباب.
¬هذه الاختيارات من شأنها مواجهة تحديات سياسة إعداد التراب الوطني من خلال:
- الحد من الهجرة القروية، والتخفيف من الاكتظاظ بالمدن.
- جعل الاقتصاد قادرا على مواجهة المنافسة وتحقيق مداخيل هامة.
- الاستفادة من الموارد البشرية الشابة، ومن الموارد الطبيعية دون استنزافها.

النشاط الثالث: التقسيمات المجالية الكبرى في سياسة إعداد التراب الوطني
1 – دوافع الاختيارات المجالية الكبرى حسب سياسة إعداد التراب الوطني
أهم الدوافع يمكن تلخيصها فيما يلي:
¨ تواجد مجالات جغرافية ذات أهمية وطنية (إستراتيجية أو اقتصادية) وتشكل أولوية في الإعداد؟
¨ التمييز بين الوحدات الجغرافية مع الإبقاء على الخصوصيات المحلية والجهوية وعدم تجزيء القضايا الترابية.
¹ هذا التقسيم لا يحل محل التقسيم الرسمي وإنما يشكل إطارا توجيهيا لتوحيد المقاربات وتنسيق التدخلات على صعيد الجماعات المحلية أو في إطار شراكة وتعاون جماعي.
2 – الاختيارات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني
v الأقاليم الشمالية والشرقية: تدعيم البعد الاورومتوسطي وتأهيل المجالات الحدودية.
v المنـــاطق الجــبـــلــيــــــة: المحافظة على الموارد الطبيعية وتحقيق التضامن المجالي.
v البحـــــــــــر والساحــــــل: تعزيز الانفتاح على الخارج وتدبير الموارد البحرية والحفاظ عليها.
v المنــاطق الصحـراويــــــة: تحقيق الاندماج الجهوي وتدبير المجالات الهشة.
v المـــــدارات المسقـيـــــــة: كسب رهان الأمن الغذائي وتحديات الانفتاح على السوق الخارجي.
v المنـــــــاطـق الــــــبــــور: تحقيق الفعالية الاقتصادية والتوازنات المجالية.
v الشبكــــــة الحضريـــــــة: تأهيل الحواضر بإقرار تنمية شاملة ومندمجة.
Ü هذه الاختيارات الكبرى ستلعب دورا أساسيا في التخفيف من الاكراهات التي يعرفها المجال المغربي والتغلب على التحديات التي تواجه المغرب عموما.

الأحد، 1 نوفمبر 2009

التهيئة الحضرية والريفية : أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل

تمهيد: تعاني المدن والقرى المغربية من عدة مشاكل، اجتماعية واقتصادية وعلى مستوى التجهيزات الضرورية والخدمات الأساسية.
¬ اعتماد التهيئة الحضرية والريفية وسياسة إعداد التراب الوطني لمعالجة مشاكل الوسطنية الحضري والقروي
النشاط الأول: أزمة المدينة المغربية وأشكال التدخل لمعالجتها
1 – تطور ظاهرة التمدين بالمغرب خلال القرن 20 وانعكاساتها
- تزايد نسبة الساكنة الحضرية بالمغرب حيث انتقلت من 5% سنة 1900 إلى 55 % سنة 2004 .
- وتطورت ظاهرة التمدين خلال النصف الثاني من القرن 20 حيث تزايد عدد المدن ومعه ظهرت مدن مليونية (الدار البيضاء، الرباط، طنجة ...) .
® - ارتفاع نسبة التزايد الطبيعي. - الهجرة القروية.
- توسع رقعة المجالات الحضرية . - تحول مراكز قروية إلى مراكز حضرية .

¬ نتج عن تنامي ظاهرة التمدين انعكاسات أهمها :
· على المستوى المجالـــــي : - تمركز جل المدن بالساحل والمناطق المنجمية والفلاحية.
- تعميق التفاوتات المجالية نتيجة الاستقطاب الحضري للمدن الكبرى.
· على المستوى البيئــــــــي: - تزايد الطلب على الماء وتوسع المدن على حساب المساحات الخضراء.
- التلوث بأنواعه (الترابي، الهوائي، المائي، السمعي).
· على المستوى الاجتماعــي: - تزايد الطلب على السكن ونقص في التجهيزات والخدمات الاجتماعية
الضرورية.
· على مستوى نسيج المــدن: - انتشار مدن الصفيح والسكن العشوائي.
- تدهور المدن العتيقة نتيجة تزايد الضغط عليها.
- ارتفاع نسبة البطالة والفقر.
Ü تأثير ظاهرة التمدين في المجال ما يتسبب في عدة مشاكل .
2 – مظاهر أزمة المدينة المغربية
§ في المجال الاقتصادي: - الافتقار لمؤسسات كبرى محركة للاقتصاد +تنامي الاقتصاد الغير المهيكل
واشتداد المضاربة العقارية.
¬ ضعف مردودية النشاط الاقتصادي وانخفاض الدخل الفردي لدى معظم الساكنة.
§ في المجال الاجتماعي: - انتشار البطالة والسكن الغير اللائق +تنامي الفقر والتهميش والإقصاء.
§ في مجال الـتجهيــزات: - نقص في الطرق والربط بالكهرباء والماء وشبكة الصرف الصحي +قلة
المرافق العمومية (التعليمية، الصحية، الرياضية...)+ضعف قطاع النقل الحضري

§ في المجـــال البيئـــي: - مشكل جمع ومعالجة النفايات +التلوث +تدهور المدن العتيقة+ تراجع المساحات
الخضراء وغياب التناسق الجمالي في النسيج العمراني.
Ü أوضاع مزرية يتطلب حلها مصاريف هامة خاصة وأن ظاهرة التمدين السريع لا توازيه حسن تدبير المدن.

النشاط الثاني: أشكال التدخل لمعالجة مشاكل المدينة
1 – بعض أشكال التدخل القطاعي لتجاوز أزمة المدينة.
- في المجال الاقتصادي : - تشجيع الأنشطة المتيحة للدخل القار والمدرة لفرص الشغل والاستثمارات الخاصة.
- دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة ومقاولات الشباب حاملي الشهادات .
- تشجيع التعاونيات الحرفية والإنتاجية وتنظيم معارض وأسابيع تجارية.
® لتقوية الاقتصاد وخلق مشاريع إنمائية تخفف من البطالة .
- في المجال الاجتماعي : - إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2005)
- إنشاء صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- برنامج محاربة الفقر في الأوساط الحضرية وشبه الحضرية .
- برنامج السكن الاجتماعي (200 ألف سكن سنويا).
- برنامج مدن بدون صفيح (2004- 2010) لمحاربة أحياء الصفيح.
® لتحسين وضعية الأفراد ومستوى التنمية البشرية.
- في مجال الــتجهــيزات : - فتح اوراش عمومية لتوفير التجهيزات,
- تفويت بعض الخدمات (الماء الكهرباء+الماء الشروب+التطهير) للشركات الأجنبية,
- تفويت النقل الحضري لبعض الشركات الأجنبية.

2– بعض أشكال التدخل في إطار التهيئة الحضرية
- تدابير قانــونــيـة: بإصدار عدة قوانين ومشاريع قوانين لتنظيم وتقنين عملية التعمير كقانون التعمير 1952
- تدابير مؤسساتية : من خلال تأسيس عدة مؤسسات متخصصة في مجال التعمير منها: الوكالات الحضرية
ومجموعة التهيأة العمران.
- تـــدابـيــر تـقـنـية : تتمثل في إصدار مجموعة من الوثائق الموجهة للتهيئة الحضرية وهي : التصاميم المديرية
للتهيئة الحضرية+ تصاميم التهيئة + تصاميم التنطيق


3 – بعض أشكال تدبير الإشكالية الحضرية من خلال سياسة إعداد التراب الوطني
- في المجال الاقتصادي : - تدعيم تنافسية المدن ودعم الاقتصاد العصري والتقليدي والاهتمام بالاقتصاد الغير
المهيكل.
® للرفع من فعالية الانشطة الاقتصادية العصرية والتقليدية.
- في المجال الاجتماعي: - محاربة الفقر والأمية وتوفير الخدمات الاجتماعية والقضاء على مظاهر الإقصاء
الاجتماعي.
® لتحسين مستوى التنمية البشرية.


- في المجال العمرانـــي: - محاربة السكن الغير اللائق بتخصيص الملك العام لمشاريع السكن + تبسيط المساطر
القانونية.
® لسد العجز الكبير في ميدان السكن وتحسين الشكل المورفولوجي للمدن.

- في مجال التخطيط الحضري: - اعتماد مدونة التعمير +برمجة مخططات وطنية للمدن الجديدة وتبسيط المساطر
القانونية.
® لتوجيه توسع المدن وتبسيط المساطر الإدارية والتعجيل بتطبيق المخططات.

Ü هذه التدابير المرتبطة ببرامج التهيئة الحضرية وإعداد التراب الوطني ستلعب دورا مهما في تنظيم المجال داخل المدن وتدبير إشكالية التعمير بها وحل أزمة المدينة المغربية في جميع المجالات.
النشاط الثالث: مظاهر أزمة الأرياف وأشكال التدخل لحلها
1 - مظاهر أزمة الريف المغربي
من مظاهر أزمة الأرياف المغربية: - ارتفاع الأمية والفقر رغم تراجعهما خلال السنوات الأخيرة
- ضعف الربط بالماء والكهرباء رغم تزايد نسبة الربط بهما
- ضعف التمدرس والتغطية الصحية وارتفاع البطالة
- العزلة والظروف السكنية الغير الملائمة.
- الاكراهات الطبيعية وضعف التقنيات والأساليب .
- استفحال ظاهرة الهجرة نحو المدن.
ترجع مظاهر الأزمة القروية إلى ما يلي:
§ معاناة الأرياف من الإهمال والإقصاء في التنمية والتحديث
§ ارتباط أغلبية القرى بالزراعات المعيشية
§ الاكراهات الطبيعية والعزلة.

2 – أشكال التدخل القطاعية لعالجة مشاكل الأرياف
البرامج
التدابير
الهدف منها
برامج التنمية الاقتصادية
برامج التنمية المندمجة للمجال الريفي+ مخطط تدبير موارد الأراضي البورية ومكافحة التصحر+ برامج الاستثمار الفلاحي.
التخفيف من حدة الظروف الطبيعية وتهيئة المجال الريفي
برامج التنمية الاجتماعية
الأولويات الاجتماعية + المبادرة الوطنية للتنمية البشرية+ البرنامج الاجتماعي للقرب.
تحسين مستوى عيش السكان وتوفير فرص حياة أفضل
برامج التجهيزات
الكهربة القروية+ تزويد العالم القروي بالماء الشروب+ الطرق القروية
فك عزلة الأرياف وتحسين وضعية التجهيزات بها



3– تدابير التهيئة الريفية وسياسة إعداد التراب الوطني لمعالجة أزمة الأرياف

من أشكال تدخل التهيئة القروية :
- بناء السدود + إصلاح ميثاق الاستثمار الفلاحي + وضع برامج التهيئة الريفية

- اعتماد عدة برامج لتهيئة الأرياف منها: - مشروع التنمية الاقتصادية للريف الغربي.
- مشروع حوض سبو.
- مشروع إنعاش وتنمية أقاليم الشمال اقتصاديا واجتماعيا.
- إستراتيجية 2020 للتنمية القروية .


أهداف هذه المشاريع:
· القضاء على مظاهر الإقصاء والتهميش والحد من الهجرة القروية
· تهيئة المجال الفلاحي والرفع من القدرة الإنتاجية وتنويع الأنشطة الاقتصادية
· التخفيف من الاكراهات الطبيعية وحماية البيئة والموارد
· توسيع المساحة المسقية وإدخال زراعات صناعية
· تحسين الدخل بخلق مناصب شغل .

من أشكال تدخل سياسة إعداد التراب الوطني:
ركزت برامج معالجة مشاكل الريف حسب التصميم الوطني لإعداد التراب على:

· تدارك تأخر الأرياف اجتماعيا من خلال توفير التجهيزات والمرافق العمومية.
· تأهيل المناطق الهشة والمهمشة خاصة الجبال والواحات والسهوب.
· تنمية الأرياف اقتصاديا من خلال تنمية الفلاحة تنويع الأنشطة الاقتصادية.
· تنمية المناطق البور باقتراح حلول اقتصادية ناجعة لتأطير الفلاحين.